dimanche 28 septembre 2008

زهير الشرفي : صلاح الجورشي في معركة الحجاب كمثال

لا أوافق السيد صلاح الجورشي حين يقول:" أما آن الأوان لكي تنتهي المعارك الوهمية حول الحجاب؟ "* فالمعركة حول الحجاب ليست وهمية بل هي معركة حقيقية معركة فرضتها فرق الأصولية والوهابية على شعبنا وتفرضها في كل بلاد المسلمين بل حتى في أوربا وغيرها. تلك الفرق هي التي تطلب من الشعب الفرنسي، الذي أجبر رجل الدين المسيحي على نزع جبته في الطريق العام، أن يقبل ويرضى باللباس الأصولي الإسلامي في الشارع الفرنسي بل في مؤسسات التعليم ومراكز العمل أيضا.

كلنا نريد النهاية لهاته المعركة التي وفدت علينا رياحها من المملكة السعودية وإيران والتي تفرضها علينا الفرق الأصولية والوهابية باسم التراث الإسلامي وبواسطة خطاب لا يخلو من عبارات التكفير والترهيب.

فكيف ستنتهي: بأي شكل وعلى أية أوضاع؟

هل يريد السيد صلاح لهاته المعركة أن تنتهي بانتصار بلطجة الفرق الأصولية والوهابية التي لا تقبل بحثا ولا حوارا حول مسألة الحجاب؟

بعد أن تفرض تلك الفرق مطلبا من مطالبها تنتقل مباشرة إلى مطلب آخر: فبعد الخمار في مؤسسات التعليم يأتي مطلب منع الاختلاط ثم منع خروج المرأة بدون محرم ثم منع قرارها في الزواج والطلاق والمعاملات بدون موافقة ولي أمر من الرجال... ثم منع الرجال من حلق لحيهم ثم منعهم من استرجاع مطلقاتهم قبل نكاح الغير لهن ثم قطع الأيدي والرجم في الطريق العام ثم كل المشهد الأفغاني...

حين أتحدث عن بلطجة الفرق الأصولية فإنني أعني منهجها في رفض أي حوار حول مسألة الخمار: من أطاعها وقبل بمطلبها عليه أن ينتقل إلى تنفيذ المطلب الموالي ومن يرفض مطلبها فهو كافر وعدو لحرية اللباس وعنصري وكل سبل الاعتداء عليه وشتمه حلال في حلال؟ !..

إليك أيها القارئ الكريم هذا المثال:

حين نشرتُ مقالي في الشبكة الافتراضية بعنوان "الخمار بين الفهم الأصولي والمعاني الأصلية " قدمه السيد سامي حقي إلى أحد مواقع الأصوليين ( الحوار نت) وطلب من رواد الموقع مناقشته. فانطلق عدد منهم في الرد بالشتم والتكفير ومن بينهم السيد الهادي بريك مما استدعى السيد سامي حقي إلى التعليق بالقول التالي:

" المؤكد أن بريك مثلما عودنا في ردوده غير قادر على الرد العلمي والموضوعي على المقال ولذلك جعل يدور ويفضفض في مواضيع أخرى ليست لها أي علاقة بالموضوع : أي دلالة الآيتين .الثابت أيضا أن اطلاع الرجل مقتصر على كتب الفقه والإسلاميات القديمة والكتب الصفراء دون غيرها من انجازات العلوم الإنسانية الحديثة ،وهذه سمة يشترك فيها معظم الأصوليين . لن أدخل في مهاترات تتعلق بالإسلام وفضله على البشرية في العلوم والتقدم والحضارة ، هذا لا جدال فيه ، لما كان الاسلام ممثلا بالعقل كابن رشد والرازي وبن سينا . أما حالة الاسلام في الوقت الحاضر على يد الاصوليين أصحاب النقل الحرفي أمثال بريك فهي جلية في تقارير الامم المتحدة والمنظمة العالمية للصحة ومنظمات حقوق الانسان العالمية ..أخيرا ولن أعود الى نقاش خاو وغير مجد معك ، مشكلة المرأة المسلمة هي أنكم جعلتموها كائنا نجسا ، ذا عورة وباعثا على الفاحشة والرذيلة بلغتكم . لذلك ناديتم بحجبه وإخفاءه وإفناء جسده تحت اللباس . كلمة أخيرة : ربما ستنتصر أفكاركم الأصولية التحريفية للقرآن الكريم لعقود أخرى بفضل فوائض الجهل والفقر والتخلف الذي تستثمرونه جيدا ، لكن اتجاه التاريخ في تحريك الوعي وتنمية العقل البشري وتجديده لصالح الانسانية مسألة ثابتة وحاسمة أيضا في محو دجلكم وإرهابكم للمرأة باسم الإسلام وحاشاه الاسلام من ترهاتكم ودجلكم المزوقين بالحكمة الكاذبة"

حين تنتصر أحزاب الخمار الأصولي وتفرض ارتداءه على بناتنا ونسائنا تبقى الإشكالات الفكرية والحقوقية الأصلية مطروحة بدون حل وبدون وعي للحل بل يبقى الكثير من الغموض حول مسألة الخمار مثلما هو الشأن إلى أيامنا في إيران والسعودية وتركيا إلخ...

في تركيا ذاتها تفتح هذه الأيام أبواب الجامعات للخمار بأسلوب الغلبة والبلطجة السياسية. فالحزب الحاكم هو الذي يغير الدستور ويجمع الأصوات في البرلمان من أجل ذلك: لم نر حوارا حقيقيا أو انتصارا فعليا لقيم حقوق الإنسان وحرية المعتقد ومبادئ الديمقراطية في تركيا، ولم يقدم لنا السيد صلاح شيئا من حوار وحجج تقنع بأن الخمار الأصولي الذي يدخل الجامعات التركية يمثل تحقيقا لفهم عقلاني وإنساني لمقاصد الدين الإسلامي لا تقليدا أعمى لأقوال السلف وتنفيذا لأوامر الأصولية الدينية. كما أنه لم يقدم لنا أي شيء يقنع بأن ذلك الخمار التركي ليس مقدمة من مقدمات البرنامج السياسي للأصولية الإسلامية التركية التي بدأنا نرى إنكارها لحقوق الأكراد ودموية سلطتها بدخول جيوشها إلى أرض العراق المجاور.

انتصارات حزب العدالة والتنمية في تركيا تفسر بمجمل الوضع السياسي المحلي والدولي لكنها ليست دليلا على سلامة فهمه للتراث الإسلامي ولا على ديمقراطية برنامجه ولا تغنينا عن البحث السليم في أصل الإشكالات المطروحة حول قضية الخمار في مؤسسات التعليم ومراكز العمل.

قد آن الأوان، حسب رأيي واعتقادي، أن نعمل على توضيح مثل هذه المسائل في عقولنا قبل أن يفرض فقهاء البلطجة حلولهم ومطالبهم: هل حمل الخمار الأصولي الأسود فرض ديني حقا على مسلمات اليوم؟ هل حرية اللباس تعني السماح للطالبات بارتداء ما يشأن داخل الجامعة؟ هل أن حق ممارسة الطقوس الدينية يعني أن ترتدي الطالبة ذلك اللباس حتى في الجامعة؟

من سوء حظ شعبنا لم تقم مؤسسات الإعلام بواجبها وقد لا تنوي القيام بواجبها، مستقبلا أيضا، في إنجاح الحوار الوطني بل قد تواصل نشر إعلام يخدم مصلحة الفرق الأصولية مثلما جاء في ذلك الملف الفاشل حول قضية الخمار و"لباس الحشمة" في قناة سبعة التلفزية التونسية الرسمية. فقد انتصر الشيخ محمد بوزغيبة لرأيه القائل بأن المرأة المسلمة عليها أن تخفي الكل سوى يديها ووجهها بدون أي عناء، وتقبل الحاضرون فقهه وآراءه بدون مناقشة كما لو كان مؤمرا أو مولى عليهم. محمد بوزغيبة هو نفسه من صرح قبل الملف في جريدة الصباح بأنه علينا أن نترك الحديث في مثل هذه المسائل إلى أهل الاختصاص بمعنى أن نترك الحكم والحديث له ولأمثاله من دون أهل الحكمة والحقوقيين والجامعيين والحداثيين والعقلانيين... ( فكان بشكل ما قد قيد مسبقا حرية تعبير القادمين للملف). كان ينبغي على قناة سبعة التلفزية أن تبحث عن غيره من رجال الدين الذين يحترمون الآخر ويحترمون حق كل مواطن في البحث والتعبير عن الرأي.

بمثل هذا السلوك الإعلامي يمكننا القول بأن المعركة منتهية وأن النصر سيكون لصالح الفرق الأصولية والوهابية حتى لو لم توجد القنوات التلفزية الأخرى التي يمولها شيوخ البترو- دولار ودوله.

لا يذهبن برأيك أيها القارئ الكريم أنني لا أريد احترام حرية اللباس أو أنني لا أحترم حق الطالبة في ممارسة ما تعتقد أنه من طقوس دينها لكنني أرى أنه يجب على طرفي معركة الخمار أن يكتشفا أساليب أخرى يحافظان بها على الخمار الأصولي أو "لباس الحشمة" في هذا القرن الواحد والعشرين: فليفتحا كليات خاصة بالطالبات المخمرات مثلا وكليات خاصة بالطلبة الملتحين، ثم كليات للشيعة وأخرى عديدة بعدد الأديان والمذاهب... لن أطلب منهما سوى ضمان السلم والتعايش بين هذه الفرق وضمان احترامها لحقوق المواطن في الحرية والمساواة وفي طموحه لنهضة وطنه ولحاقه بركب الحضارة.

خمار أم حجاب؟ لماذا استعمل السيد صلاح الجورشي عبارة "حجاب"؟

إن عبارة " حجاب" الواردة في النص القرآني تعني حاجزا أو سورا فاصلا فكيف تصبح لباسا عند السيد صلاح الجورشي مثل كل الفرق الأصولية والوهابية؟ كيف وقع المرور من معنى الحاجز أو السور العازل إلى معاني اللباس؟

وردت عبارة الحجاب في الآية التالية من النص القرآني:

" يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما"

من الواضح أن المعنيات بهذه الآية هن نساء النبي. فهو يطلب من ضيوفه أن لا يتجولوا في بيته كما بدا لهم وأن لا يخاطبوا نساءه عند الحاجة إلا من وراء حجاب أي من خلف الأبواب أو الحيطان أو أي حواجز توجد في البيت. لا بد لفهم هذا النص من الأخذ بعين الاعتبار كلا من عدد نساء النبي وعدد الضيوف في بيته وتعدد مشاربهم وطباعهم(تحدث المفسرون في أسباب نزول الآية عن وجود عدد كبير من الضيوف في بيت النبي).

تنبغي أيضا ملاحظة وجود كثير من علامات الخصوصية في هاته الآية لعل أوضحها وأبرزها ما جاء في عبارات: " ...وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما ": الآية تمثل بشكل ما، علاوة عن كونها متعلقة بشؤون بيت النبي الداخلية، عتابا لؤلئك الضيوف الذين يؤذون النبي في زوجاته وتطلب منهم أن لا يسعوا لنكاحهن من بعد زواجه بهن.

من المعقول إذا أن لا يسعى ضيوف النبي إلى اجتياز الحواجز الموجودة ببيته أو إيذائه في بيته بالسعي لنكاح أزواجه من بعده؛ لكنه ليس من المعقول تغيير هذه المقاصد لعبارة الحجاب الواردة في الآية باشتراط لباس قد لا يمنع ما قصد نص الآية منعه من إيذاء للنبي.

إذا كان فقهاء السلف قد خلطوا مقاصد الآية بموضوع لباس المرأة في عصرهم، أو كان زعماء الفرق الأصولية والوهابية يوظفون هذا الخلط ويعيدون إنتاجه فهذا لا يجيز لمن يدعي العقلانية أو اليسراوية والاعتدال في القرن الواحد والعشرين أن يغض الطرف عن مثل هذه المسائل؟

لا ينبغي أن ننسى، أيها القارئ الكريم أن السيد صلاح الجورشي لا يصرح بانتماء أو قرابة من الفرق الأصولية والوهابية، بل هو عضو في الهيأة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان؛ فكيف يستطيع أن يسكت، عند حديثه في قضية حمل الخمار الأصولي في مؤسسات التعليم، عن الجانب الثاني أو الوجه المخفي من القضية الذي سألمح إليه بالملاحظات الثلاث الآتية ؟ :

1- عند الحديث حول علاقة حمل الخمار الأصولي بالعبادات والطقوس الإسلامية يتبين وجه ثان للقضية. الوجه الأول معروف وهو قول فقهاء السلف وكل الفرق الأصولية والوهابية بأن حمل الخمار يمثل واجبا على المرأة المسلمة. أما الوجه الثاني الذي لم يذكره السيد صلاح وتنكره كل فرق الأصولية والوهابية فهو القول بأن الدين الإسلامي في خطابه الأصلي لا يطلب من المرأة المسلمة أن تحمل ذلك اللباس( وسأكون سعيدا بمتابعة أي مناقشة جدية لمقالي سالف الذكر والخاص بهذا الموضوع مع السيد صلاح ).

2- عند الحديث حول حرية اللباس ينسى دعاة الفرق الأصولية والوهابية ما تعنيه تلك الحرية من حق في حمل كل أنواع اللباس : ما هو خليع وما هو خاص بعبدة الشيطان وما هو خاص بفرق الشباب الفاشي إلخ... وينسون أيضا أن حرية اللباس لا تعقل في عديد من الأماكن والحالات فالخمار الأصولي ذاته، ناهيك عن الجلباب، يحد من مقدرة المرأة على السمع وعلى مراقبة حركة المرور وقد يتسبب في عدد من الحوادث إن كانت المرأة حاملة الخمار راجلة أو على مقود السيارة، أما عند الحرب وعند حالات الصراع الاجتماعي والاحتكاك السياسي فستكون العوائق والمآسي أكثر عددا وأشد إضرارا حيث لا يمكن في تلك الحالات الفصل بين الجنسين ومنع الاختلاط. كيف ينسى السيد صلاح أن يأخذ بالحسبان مثل هذه الاعتبارات فلا يتحدث عما قد يحدثه هذا اللباس من تعطيل لحرية وسلامة وفعالية الحركة والعمل في مؤسسات التعليم ومراكز العمل كما في الطريق العام ؟

3- عند الحديث عن حرية إقامة الطقوس والعبادات الدينية لا بد أيضا من اعتبار ما قد تحدثه بعض الطقوس من ضرر بالغير أو نيل من حقوقه. وليعلم الحقوقي صلاح الجورشي أن قتل المسيحيين، وغيرهم ممن يعتبره بعض دعاة الفرق الأصولية والوهابية كفارا، يمثل سنة محمدية لديهم ( انظر مقال أحد الإرهابيين اللبنانيين على الشبكة الافتراضية بعنوان: " إسعاد الأخيار بإحياء سنة نحر الكفار" ). فهل نطلق لفرق الأصولية والوهابية حرية القتل بدعوى أنه يمثل جزءا من طقوسهم وعباداتهم واعتقاداتهم الدينية؟

حين تحمل الفتاة في الجامعة ما يدعى ب"اللباس الإسلامي" هل تكرس بذلك حقها في حرية الإيمان وحرية القيام بطقوس العبادة أم تكرس عبوديتها وانسحاقها أمام إرادة أمراء الفرق الأصولية والوهابية؟ هل تكسب حريتها بحمل الخمار أم تفقدها؟ كيف للسيد صلاح، الذي يفترض أنه يلتزم بقيم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أن يدعي أن حمل الخمار يمثل تحقيقا للحرية وتجسيما لحق القيام بالعبادة وليس العكس؟ لماذا لا يقول مثلا أنها "حرية" العبد المملوك أو "حرية" السجين المقيد أو وهم الحرية الذي يخفي قيود العبودية والأسر؟

لماذا يدعي السيد صلاح أنه يرى في الفتاة الحاملة للخمار الأصولي الأسود فتاة تتحرر ويخفي علاقة الحدث بانتصار الفرق الأصولية والوهابية وزحف إيديولوجيتها وفهمها الخاص واللاعقلاني للتراث الإسلامي؟

إن كان من واجبات " الحقوقي" صلاح الجورشي، بحكم عضويته في إدارة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن يسهر على تطبيق المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الآتي نصها:

المادة 18.

لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين. ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سرا أم مع الجماعة.

فهو مطالب أيضا بالسهر على تطبيق المادة 30 التي تقول:

المادة 30.

ليس في هذا الإعلان نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه.

ينبغي للسيد صلاح الجورشي إذا مثل كل الحقوقيين أن يفهم أن حقوق إقامة الطقوس والشعائر الدينية يجب أن تقف وتمنع حين يقع توظفيها للمساس بحقوق الغير.

وإن كان من الواجب إنقاذ من يقدم على الانتحار بل منعه أيضا فكيف لا يكون من الواجب الحقوقي والإنساني أن ننقذ الفتاة التي تخيط ثوب سجنها وتضع على الرأس حمل قيدها ؟ هذا مبدأ حقوقي وإنساني أكيد.. يبقى فقط السؤال: كيف؟ بالموافقة على منع الخمار الأصولي في مؤسسات التعليم والعمل، أم بالمطالبة بإحداث كليات خاصة بضحايا الدعاية الأصولية، أم بأنواع أخرى من الحلول؟

لقد انتشر الإعلام الأسود في هذا الزمن السيئ حيث صرنا نسمع ونرى ليلا ونهارا من يتهكم ويشتم الرئيس السابق الحبيب بورقيبة لأنه نزع الخمار في الطريق العام عن إحدى نساء الوطن ونقرأ لأحد القياديين في رابطة حقوق الإنسان وهو ينتقد العلمانيين والعقلانيين والحداثيين انتصارا لخمار الفرق الأصولية والوهابية ومشاريعها السياسية . ليعلم هؤلاء الدعاة أن بورقيبة نزع الخمار عن المرأة وهي تبتسم ... وهي مقتنعة وسعيدة باستقبال الحرية والنور. وليعلم صلاح الجورشي أن انتصار فرق الأصولية والوهابية لا يحصل ببترو-دولارات الخليج وحدها بل أيضا بالدعاية والإعلام الذي يساهم فيه بكتاباته والذي يصور مأساة التلميذة، التي تحمل الخمار الأصولي بسبب نقص في الوعي أو خطأ في فهم مقاصد الدين، بعبارات البطولة والنصر كما لو كان ذلك اللباس علامة إيمان وحرية لا علامة من علامات الخطأ في فهم التراث الديني وعلامة من علامات عبودية المرأة وإذلالها في عصر يرفض العبودية والتمييز بين الكائنات البشرية.

* أنظر المقال في صحيفة "العرب القطرية" (7-فيفري-2008) أو في موقع تونس نيوز (8- فيفري-2008)

تعاليق

الحجاب مظهر من مظاهر تمسك الرجل بدونية المراة وغلبة الذكر وعلويته الموروثة من زمن راح..
هذه حقيقة لا لبس فيها حتى لو لبست كل نساء العالم الحجاب...
بوراوي الزغيدي

28 septembre 2008 00:44


Blogger Zied El-Heni a dit...

لا توجد حقيقة يا بوراوي لا لبس فيها.. كلّ الحقائق نسبية. لا يوجد خطر على الفكر أشد من الإطلاقية. من حقك أن تُـكوّن رأيك كما تشاء، ومن واجبك احترام آراء الأخرين الذين يخالفونك الرأي وتتعامل معهم بروح من التسامح.. يا صديقي وأنت الذي ترفض دونية المرأة وغلبة الذكر وعلويته، لو كانت لك بنت وقررت طواعية أن ترتدي الحجاب وأصرت عليه، هل ستمنعها بالقوة؟ هل ستغصبها على اتباع رأيك؟ هل ستقودها إلى جنتك بالسلاسل؟ لو رفض مدير مدرستها تركها تواصل دراستها، هل ستتحالف معه لقمعها؟ هل ستحتجزها في البيت وتمنعها من الخروج إلى الشارع؟
هل ستعتبر موقفها عارا عليك ستعمل على محوه؟
يا صديقي حتى وإن اختلفت ابنتك معك فهذا وطنها ولا وطن لها سواه، فماذا نفعل بها؟ هل نلقي بها خارج حدوده لأنها لم ترتق إلى مستوى تمثّـلنا التقدمي له؟
هذا الوطن الصغير يا صديقي ملك لكل أبنائه، لا يحق لأي واحد منهم الاستئثار به. وإذا لم يعيشوا داخله أحرارا فلا معنى لحياتهم خارجه..
سأنتظر منك جوابا..
مع فائق التقدير
زياد الهاني

28 septembre 2008 01:45


Anonyme زهير الشرفي a dit...

كتبت عددا من المقالات حول موضوع الحجاب ولم تتجرأ صحيفة واحدة على نشر مقال واحد من مقالاتي. وكانت جريدة الموقف هي أو من رفض نشر أول مقال كنت قد كتبته وسلمته إلى السيد نجيب الشابي...
سأرسل إليك عزيزي زياد مرة ثانية أحد مقالاتي.. لعنا نتفق على أن الحرية لا تتجزأ وأن الحرية في حمل الخمار ونزعه لا معنى لها بدون الحرية في التفكير والمعتقد وبدون الحرية في البحث عن الحقيقة والبحث في كل الفكرية والحقوقية والسياسية التي تحيط بقضية الحجاب والحجب...
زهير الشرفي

28 septembre 2008 10:38


10 commentaires:

Zied El-Heni a dit…

أحترم رأي السيد زهير الشرفي لكني أختلف معه في اختزال مسألة الخمار في ما يعتبره هجمة وهابية. وأعود لأسأل: مادا لو أن ابنته اختارت طواعية ارتداء الخمار، هل سيمنعها بالقوة من ارتدائه؟ هل سيقبل بمنعها من مزاولة تعليمها؟ طالما أنه يشبّـه ارتداء الخمار بمحاولة الانتحار، هل سيجبر هذه الفتاة على اتباع حصص في العلاج النفسي؟ هل سيدعو لفتح معسكرات تأهيل للفتيات المتمسكات بارتداء الخمار؟
ثمّ أنا لا أفهم بصراحة كيف يرى السيد زهير الشرفي في ارتداء فتاة للخمار اعتداء على حقوق الآخرين؟؟ الإعتداء على حقوق الغير جريمة يعاقب عليها القانون. كيف يمكن للسيد زهير الشرفي توصيف الأركان المادية لهذه الجريمة؟
أليست حريّـة الملبس ركنا من أركان حرية التعبير؟ ألا يكون نفي الحق في ارتداء الخمار مظهرا من مظاهر الآحادية ونفي الحق في الاختلاف؟ ما معنى القبول بالحق في الاختلاف؟ هل يعنى ذلك ضرورة أن يكون "الآخر" مثلما يريد هو أن يكون، أو مثلما نريد له نحن أن يكون؟ هل يتجانس منطق الوصاية وقيادة الآخرين لما نتصوره "جنة" من منظورنا، مع القبول بالحق في الاختلاف؟ ألا يعتبر منطق الحسم الذي يعتمده السيد زهير الشرفي شكلا جديدا من أشكال وأد البنات؟؟
أعيد سِؤال البداية: ماذا لو تعلق الأمر بابنتي؟؟
أسئلة عديدة تنتظر إجابات

Anonyme a dit…

عزيزي زياد : بطبيعة الحال ليس حمل الخمار بنفس درجة الإساءة والضرر التي لعملية الانتحار، ولكن ما قصدته في مقالي هو أن العمليتين من طابع واحد بما هما يمثلان عملية إحداث الإنسان المفرد للضرر بذاته ونفسه..
لم أطلب فتح معسكرات تأهيل لكنني قد أطلب فقط في العاجل إطلاق حوار صريح وحر حول المسألة.. لست من دعاة نزع الحجاب بالقوة ولا من دعاة الإجبار على حمله لكنني أعتبر أن الحرية لا تتجزأ وهذا يعني بعبارة أخرى أن ندائي بحرية اللباس لا ينفصل عن ندائي بحرية التفكير والرأي.. بل أعتبر أن حرية التفكير هي الإطار الذي تتحقق فيه حرية اللباس: فبدون حرية التفكير والتعبير لا معنى لحرية اللباس... والأمر واضح جدا في رأيي فما هو المعنى والطعم لحريتك وأنت داخل السجن أو ما معنى حرية ارتداء الحجاب أو نزعه حين يمنعونك من البحث والتفكير في إشكاليات الحجاب أو يحرمونك من سماع كل الآراء؟ سوف تحمل الحجاب أو تنزعه طاعة وعبودية للأبواق الوحيدة المنتشرة المرخص فيها.. أليس هذا هو ما يحصل بالضبط حيث كل الأبواق في الطريق العام وفي الجرائد وفي القنوات الفضائية تؤكد على أن حجب المرأة فريضة دينية؟
ما يحصل اليوم أيضا هو الإذعان الأعمى الذي تظهره المعارضة التونسية وجزء كبير من المثقفين أيضا تجاه مطلب الأصوليين الملح المتمثل في القضاء على إيتيقا مراكز الدراسة والعمل كمرحلة نحو القضاء على كل إيتيقا الحياة العصرية. كان على هاته المعارضة أن تفهم أن الإدارة الحالية (وهذا ما يحصل بالفعل ويتضح يوما بعد آخر) قد تقبل بالتنازل عن الإيتيقا العصرية وبكل ما ينجر من خسائر اقتصادية وحضارية قبل أن تتنازل لحرية التفكير والصحافة والتعبير...هكذا كان على المعارضة أن تفهم أن المطلب الأكثر إلحاحا هو مطلب حرية التفكير والتعبير. كان عليها أن تساعد المواطن الحر المحروم من وسائل التعبير على إيصال رأيه ومطلبه أما الأصوليون فكان ومازال لهم الألوف المؤلفة من الأبواق ليرددوا القول بأن الحجاب والحجب فريضة من فرائض الدين الإسلامي لكل زمان ومكان...
أخيرا أقول أنه لو أردنا أن نضرب عصفورين بحجر واحد ونحل الإشكال المعقد الناتج عن تمفصل الإشكالين (حرية اللباس وحرية التفكير) حيث هو الأكثر إحراجا لي وابنتي أو لك يا زياد وابنتك سنقول لأبنائنا أن الحجاب ليس فريضة دينية وسنقدم من الحجج ما يعجز على تقديمه كل المقلدين والمرددين لآراء السلف من فقهاء العصور السابقة والموظفين للتراث الديني في خدمة الأغراض الغريبة مولدات وصانعات المشهد الأفغاني والعراقي والصومالي والسوداني....

Zied El-Heni a dit…

أوافقك تماما الرأي، الحرية لا تتجزأ. ودون حرية التعبير لا معنى لحرية اللباس.
الوضع الطبيعي أن يكون كل إنسان حرّا وسيّــد قراره. ولا تستقيم هذه الحرية إلاّ بمناخ من حرية التفكير والجدل يسمح بإمكانية المراجعةويمنع الإنغلاق في سجن الحقيقة المطلقة. فكل الحقائق نسبية، والإطلاق بداية الوقوع في شباك الأسر.

عاشور الناجي a dit…

يرجى قراءة الرد هنا
http://exmouslem.blogspot.com/2008/09/blog-post_29.html

Anonyme a dit…

عاشور الناجي
حين يكون الخمار اعتداءا شخصيّا : تعقيب على تعقيب


لا أفهم سرّ استغراب السيّد زهير من موقف صحيفة الموقف و هي جريدة تعنون صدر صفحتها الأولى بأخبار الشيخ راشد الغنّوشي رئيس حركة النهضة كذا أو كذا ، و ضع سطرا تحت شيخ هذه و سطرين تحت حركة النهضة


و عموما يا سيّد زياد مع احترامي لرأيك طبعا إلاّ أنّي أرى أنّها مغالطة كبرى و خطيرة أن نعتبر الحجاب أو الخمار مسألة شخصيّة و حريّة شخصيّة ،

ليس فقط لأنّه فرض فرضا و يقدّم على أنّه ركن سادس و زي شرعي مما يعني كفر من لا تضعه و عدم شرعية زيها و لكن أيضا لأنّه ممارسة سياسية لأحزاب دينية فاشية شمولية هي تعريفا ضد الجمهورية و الدولة المدنية و الحريات العامة و الشخصية


إلى متى يا سيد زياد سنعتبر أن من حق مجموعة ما الحرية في أن تعمل على انتقاص حريتنا

هل ستطرح نفس السؤال لو أن ابنتك قررت الانتماء لحزب نازي أو لبست قميصا أسود فاشي أو وشمت على جبينها رقم 666 مثلا أو صليبا معقوفا ؟

سيد زياد النصوص التي تفرض الخمار أساسا أحاديث تخالف القرآن ، و أيضا تفرض النقاب و لزوم المرأة بيتها و عدم الإختلاط ، ليست مسألة زي على الموضة فقط

و إن لم ينتبه المثقفون و يحذّروا أو تواطؤوا لأجل شبه مكاسب حزبية حقيرة فعلى مكاسب 52 سنة السلام ، على هشاشتها و على حاجتنا لمزيد من الحريّة و التقدّم و الديمقراطية الحقيقية ، تبقى أفضل بمراحل ممّا يمكن أن يحدث لو تطلبن المجتمع و هو ليس فقط قابلا للطلبنة بل ثمّة قوى عديدة تعمل على طلبنته


و نحن لليوم نقول تحي الجمهورية ، ومنذ زمن لسنا إيالة عثمانية أو إمارة اسلامية ، و لو تمكن فقهاء الإرهاب و صبيتهم يوما ليكن في علم الشابي و صحافيي الموقف و كل من سار على دربهم أنهم سيكونون أول الضحايا ، هذا ما حدث في ايران و افغانستان وغزة ، ساعاتها لن تليق الشماتة و لن ينفع حديثنا عن حرية وضع خمار ،

عن أية حريّة تتحدّث يا سيّد زياد ، هذا أمر ربّاني بإجماع علماء الأمّة لا يحق لمخلوق مناقشته


هنا أيضا ضع سطرا تحت مخلوق و تذكّر أنّه لحد الآن لازلنا نتكلّم عن مواطن ،


لذلك يعتبر الخمار اعتداء شخصي ، إنه إعلان حرب على قيم الجمهورية و المدنية و المواطنة و تكريس لقيم دينية و سياسية تهدد حرّياتنا


لنقس على تحليلك و تحليل كل من يقول بحريّة لبس الخمار

مذا عن حرّية المرأة المؤمنة المطبّقة للشريعة و وضعت خمارا في أن تتزوج رجلا متزوّجا كما تسمح الشريعة ؟ أو أن ترى منكرا فتغيّره بيدها كما تأمرها الشريعة ؟ أليس من حقها و حق مثيلاتها من المؤمنات و المؤمنين أن يمارسوا بقية شعائرهم ، من رجم و جلد و قطع يد سارق ، هل يؤمنون ببعض الكتاب و يكفرون ببعضه ؟


في أكثر الدول ديمقراطية و حرية يمنع قيام أحزاب عنصرية أو فاشية و تمنع مضاهر الانتماء لتلك الأحزاب ، فهل يُعتبر ذلك اعتداءا على حريّة أحد أم حفاظا على حريّة الجميع ؟

نحن نرى و على مقربة منّا مذا حدث لدولة بحجم مصر حضاريا و فكريا و ثقافيا و كيف هادنت التطرّف فابتلعها و كيف انهارت تحت ضربات الهوس الديني و صارت باعتراف أهلها في مؤخّرة الدول حتّى العربيّة منها

و نحن نعلم أن تونس تحديدا مستهدفة كبلد يقرأ و يكتب كما استهدفت بيروت لأنها تقرأ و تكتب و كما سيستهدف أي بلد آخر يقرأ و يكتب ، في زمن بات لزاما علينا فيه كما قال الصغيّر أولاد أحمد أن لا نجد فيه في مكتباتنا سوى صحيح البخاري

و ذلك أيضا يكفي لأعتبر الخمار اعتداء علي ، لأنه سيمنعني بعد حين من أن أكتب أو أقرأ شيئا آخر سوى صحيح البخاري
بقلم عاشور الناجي
http://exmouslem.blogspot.com/2008/09/blog-post_29.html

Anonyme a dit…

فين عايش يا خويا ، فين كبرت، فين قريت، و الله عندي برشا على افكار كيف هاذي، حتى ضنيب اللي كيفك انقرضوا، بالرغم الفرق الكبير بينك وبين القذافي الا انكم الاثنان من عائله واحده الحيوانات المنقرضه, يا خويا فيق وحل عينين مخك شويا

Anonyme a dit…

الرفيق زهير تحية خالصة وبعد فانى متألم مثلك لما وصلت اليه الحال لقد تركونا ورحلوانعم كالأيتام تماما.هل تذكر معى المسيو جوزاف مدرس الفلسفة اللذى درسنا فى الباك اواخر الستينات اوووه كم كان رائعا ذلك الرجل وخاصة فى نظرته للأديان يا حسرتنا يا زهير عليه وعلى أمثاله نعم هل تذكر المسيو فرانسوا ومسيو ارون ومادام شيغا نعم انها لذكريات خالدة لو يرجع هؤلاء لن يبقى فى البلاد متدين واحد يقض مضاجعنا.حتى الرفيق أنور خوجة دارت عليه الايام وذهب دون أن يوصينا حتى. يا رفيقى لم يبق لنا أحد فى هذه الدنيا غير الماما نعم الماما لقد رضعنا حليبها واكلنا رغيفها وتدثرنا بعباءتها ثم رحلت لتتركنا فريسة لهؤلاء اللذين يؤمنون بالحشمة وحرية المعتقد وكانهم لم يستمعوا يوما للرفيق ستالين وكانهم لم يجلسوا يوما فى مقهى بباريس اااه كم أحب باريس واهل باريس ومكتبات باريس فلنرحل يا رفيقى زهير الى باريس فذلك خير لنا من التصبح فى وجوه العريبة.

Anonyme a dit…

عزيزي زياد
لقد وعدتنا بمراجعة التعليقات قبل نشرها في مدونتك.. أرجوك أن تنظفها إذا من التعليقات التي تحمل البذاءة والكذب.. إنه لا طائل من نشر تعليقات بعنوان مجهول قد شحنت بألفاظ الكذب والبذاءة ومقاصد الإساءة ومن حقك تماما إزالتها حتى لا يظطر المرء لاعتبارك المصدر الذي كتبها أو مطالبتك بتحمل المسؤولية في مقاصد الإساءة أو نتائجها.. أرجوك أن تتفهم موقفي وعباراتي..
زهير الشرفي

Zied El-Heni a dit…

عزيزي الأستاذ زهير
القارئ له من الذكاء ليميّـز بين الغثّ والسميـن. القارئ قادر على التفريق بين الكتابة التي تنتجها المعاناة الفكرية، وبين "التنبير" حسب المصطلح الدارج.
القارئ قادر على التمييز بين بين يكتب بشرف، والكلمة عنده شرف ومسؤولية.. وبين الكتابات مجهولة المصدر.. مجهولة الهويّـة!؟
أكتب يا صديقي، أكتب بعقلك لتخاطبك العقول، ودعهم يكتبون..
نشري لهم شهادة لك وليست عليك، حتى وإن كنت أخالفك بعض الرأي وليس كلّه
مع فائق الودّ والتقدير
زياد الهاني

Anonyme a dit…

عفوا لم أكن أقصد.كنت أظن أن هذه المدونة مفتوحة لعامة الناس كسائر المدونات فى الشرق والغرب لكننى اخطات فى حقكما وأفسدت عليكما حوارا هادئا مسؤولا كنت أنا فيه النشاز ووجدت نفسى فجأة فى خانة النبارة ومجهولي الهوية ولكما الحق فى ذلك كل الحق لاننى دخلت على السولفاج وافسدت التناغم الرقيق للحوار وهو على نغمة الطير يغنى وجناحو يرد عليه فندمت شديد الندم ولن أحاول كتابة حرف واحد على صفحات اسفزتيا بعد اليوم والسلام ختام.