samedi 27 septembre 2008

قضية <الحجاب> : دليلي احتار .. وحيّرني!!؟


أكرم رئيس الدولة خلال موكب انتظم يوم الجمعة 26 سبتمبر 2008 بالقصر الرئاسي بقرطاج الفائزين في المسابقة الوطنية لحفظ القرآن الكريم، ومن ضمنهم الطالبة مريم بالرزاقة ولاية نابل التي حصلت على المرتبة الثالثة.
الصور التي نشرتها الصحف وبثتها التلفزة تظهر فتاة محجبة. وأقول محجبة هنا من قبيل الاستخدام الدارج للمصطلح ودون دخول في التفسير اللغوي والفقهي لمصطلح الحجاب.
في نفس اليوم جاء في رسالة موقع الحزب الديمقراطي التقدمي خبر هذا نصّـه:

طرد إبنة ناشط حقوقي من الدراسة على خلفية إرتدائها للحجاب
تعرضت إبنة "السيد مبروك" عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي و منظمة حرية و إنصاف إلى الطرد من طرف المدعو "صالح الجمني" مدير المعهد الثانوي "محمود المسعدي" بنابل على خلفية ممارستها إرتدائها للحجاب . و ذكر "السيد مبروك" في تصريح لموقع "بدبي أنفو" أن ما تتعرض له إبنته و مثيلاتها يعتبر هرسلة منهجية و مظلمة صارخة ، و أضاف "أنه خرق للدستور و تجاوز للمواثيق الدولية " ، كما طالب السلطة بأن تحترم تعهداتها و تلغي المنشور المهزلة (108) ، و ختم بتوجيه نداء إلى المنظمات الحقوقية بأن تقف صفا واحدا لمساندة الفئات المستضعفة و القيام بدور تاريخي في النضال من أجل رفع الظلم عن المظلومين و المضطهدين. و للعلم فإن "السيد مبروك " سيقوم بجملة من التحركات الاحتجاجية للفت نظر السلطة للمظلمة التي يتعرض لها و ستكون أول هذه التحركات الإعتصام رفقة إبنته داخل المعهد.
معز الجماعي

وكان وزير العدل السيد بشير التكاري قد أجاب في وقت سابق ردّا على سؤال حول منع الحجاب، بأن الدولة ليست ضد اللّباس المحتشم ولكنها ضـدّ الزّي الطائفي.
وبين سماحة رئيس الدولة وتسلّـط المديرالسيد "صالح الجمني" و"عبقريّـة" السيد وزير العدل... دليلي احتار وحيّـرني!؟
أنا أب لثلاث بنات قد ترى إحداهن يوما أن ترتدي <الحجاب>. وهي حرّة في ما تختاره سواء من منطلق الموروث العائلي المحافظ أو قناعة فكرية.. بالتأكيد لن أسمح لأي شخص كائنا من يكون أن يغصبها على عكس قناعتها. فأنا أرفض أن ترغم فتاة اختارت ارتداء <الحجاب> بطواعية على نزعه، تماما كما أرفض بشكل مطلق أن ترغم فتاة على ارتداء <الحجاب> على غير قناعة منها وبعكس إرادتها الحرّة. وذلك حتى لو تطلّـب الأمر الالتجاء إلى المجلس الأممي لحقوق الإنسان..
ولتلافي مثل هذه الإشكاليات، أقترح على الحكومة إصدار قانون تحدّد فيه مواصفات الزي الطائفي بوضوح، ويكون مدعّما بالصور التوضيحية حتى نكون على بيّنـة من أمرنا، ويكون القانون حكما بيننا في صورة الاختلاف..
ملاحظة أخيرة: يرى بعض "الديمقراطيين" في <الحجاب> رمزا لعبودية المرأة ومظهرا من مظاهر التخلف. وفيهم من يصل حتى إلى حدّ اعتباره اعتداء على شخصه الكريم.. رجائي كل الرجاء أن نرتقي يوما بنقاشنا حول وضعية المرأة إلى ما تحمله المرأة في رأسها وليس فوقه!!؟

3 commentaires:

Anonyme a dit…

الحجاب مظهر من مظاهر تمسك الرجل بدونية المراة وغلبة الذكر وعلويته الموروثة من زمن راح..
هذه حقيقة لا لبس فيها حتى لو لبست كل نساء العالم الحجاب...
بوراوي الزغيدي

Zied El-Heni a dit…

لا توجد حقيقة يا بوراوي لا لبس فيها.. كلّ الحقائق نسبية. لا يوجد خطر على الفكر أشد من الإطلاقية. من حقك أن تُـكوّن رأيك كما تشاء، ومن واجبك احترام آراء الأخرين الذين يخالفونك الرأي وتتعامل معهم بروح من التسامح.. يا صديقي وأنت الذي ترفض دونية المرأة وغلبة الذكر وعلويته، لو كانت لك بنت وقررت طواعية أن ترتدي الحجاب وأصرت عليه، هل ستمنعها بالقوة؟ هل ستغصبها على اتباع رأيك؟ هل ستقودها إلى جنتك بالسلاسل؟ لو رفض مدير مدرستها تركها تواصل دراستها، هل ستتحالف معه لقمعها؟ هل ستحتجزها في البيت وتمنعها من الخروج إلى الشارع؟
هل ستعتبر موقفها عارا عليك ستعمل على محوه؟
يا صديقي حتى وإن اختلفت ابنتك معك فهذا وطنها ولا وطن لها سواه، فماذا نفعل بها؟ هل نلقي بها خارج حدوده لأنها لم ترتق إلى مستوى تمثّـلنا التقدمي له؟
هذا الوطن الصغير يا صديقي ملك لكل أبنائه، لا يحق لأي واحد منهم الاستئثار به. وإذا لم يعيشوا داخله أحرارا فلا معنى لحياتهم خارجه..
سأنتظر منك جوابا..
مع فائق التقدير
زياد الهاني

Anonyme a dit…

كتبت عددا من المقالات حول موضوع الحجاب ولم تتجرأ صحيفة واحدة على نشر مقال واحد من مقالاتي. وكانت جريدة الموقف هي أو من رفض نشر أول مقال كنت قد كتبته وسلمته إلى السيد نجيب الشابي...
سأرسل إليك عزيزي زياد مرة ثانية أحد مقالاتي.. لعنا نتفق على أن الحرية لا تتجزأ وأن الحرية في حمل الخمار ونزعه لا معنى لها بدون الحرية في التفكير والمعتقد وبدون الحرية في البحث عن الحقيقة والبحث في كل الفكرية والحقوقية والسياسية التي تحيط بقضية الحجاب والحجب...
زهير الشرفي