mercredi 5 novembre 2008

تونس: المدوّنون والرقابة.. سخرية وعناوين تتجدّد بعد كلّ حجب، وتحدّ أمام القضاء



تاريخ 05/11/2008 / تحقيقات :


تونس: المدوّنون والرقابة.. سخرية وعناوين تتجدّد بعد كلّ حجب وتحدّ أمام القضاء


مقاهي الإنترنت
مقاهي الإنترنت

تونس/ نظرت محكمة تونسية أمس الثلاثاء 4 نوفمبر (تشرين الثاني) في القضية التي رفعها الصحفي المدوّن زياد الهاني ضد الوكالة التونسية للانترنت إثر حجب موقع "فايس بوك" في آب (أغسطس) الماضي. واتهم الهاني المؤسسة الحكومية بحجب موقع "فايس بوك" عن متصفحي الانترنت في تونس لأكثر من أسبوع في الصائفة الماضية قبل أن يتدخل رئيس الدولة ويأمر بإعادة فتحه.
وانظمّ إلى جانب الصحفي المذكور في دعواه طرفان آخران هما النقابة التونسية للإذاعات الحرة ومرصد الحقوق والحريات النقابية.
وشهدت جلسة الأمس طلبا مثيرا من المشتكين أمام المحكمة تمثّل في طلب إدلاء رئيس الدولة بشهادته في القضية باعتباره قد عاين شخصيا عملية حجب "الفايس بوك". وقال زياد الهاني في تصريح خاص لـ"قدس برس" "إنّ دعوة رئيس الدولة للشهادة في القضية جاءت منسجمة مع القانون، فقد عاين بنفسه حجب موقع فايس بوك وهو الذي أمر بإعادة فتحه. وبالتالي ستكون شهادته حاسمة لمعرفة من أمر بحجب هذا الموقع ومن نفّذ وتحميله مسؤوليته".
وكشف الهاني أنّه سجّل دعما من عدد كبير من المدوّنين والمدوّنات اعتبروا يوم "4 نوفمبر" الذي تم فيه نظر القضية "يوما وطنيّا من أجل حرية التدوين" وبعثوا موقعا لذلك. كما أنجز مدوّن تونسي مقيم بهولندا شريطا يوضّح فيه كيفية بعث المدونات البديلة لإبطال فاعلية الحجب.
وردّ الهاني على منتقديه الذين اتهموه بافتعال بطولات وهمية قائلا "هذه معركة من أجل تثبيت حقوق المواطنة، أدخلها متسلحا بقيم الجمهورية وبالقانون ويؤسفني أن يرى البعض في القضية الجارية واستدعاء رئيس الدولة للشهادة "استفزازا". مضيفا "من أولى شروط استحقاق المواطنة أن يؤمن الواحد منا بعلوية القانون وسيادته على الجميع على قاعدة المساواة، ولا يرى نفسه أصغر من أية جهة كانت مؤسسة أو مركز قرار".
وكان قد تم أيضا حجب مدوّنة زياد الهاني على إثر نشره ترتيب منظمة صحفيين بلا حدود لحرية الصحافة في العالم لسنة 2008 الذي يظهر تراجع تصنيف تونس الكبير في هذا مجال. لكنّ هذا المدوّن صرّح بكونه قرر مواجهة تحدي الرقيب الالكتروني ولن يشتكيه وقد أغلق الرقيب موقعه مرتين وتمكن من إعادة فتحه.
من جهته صرح المدوّن سفيان الشورابي لـ"قدس برس" بأنّه اضطر لتغيير عنوان مدوّنته أربع مرات باستبدال حرف أو رقم حتى يرفع الحجب. وقال "لقد أصبح الرقيب محلّ سخرية من المدوّنين حيث اختار له أحدهم اسما (عمار 404) وهو الرقم الذي يظهر على صفحة الحاسوب عند طلب موقع محجوب".
وأفاد الشورابي بأنّ اليوم الوطني من أجل حرية التدوين اقتراح من مدوّن يستخدم اسما مستعارا "مشاغب" واختير يوم 4 نوفمبر 2008 بالأساس من أجل مساندة الصحفي المدوّن زياد الهاني يوم محاكمة الرقيب. وقد تكوّنت لهذا الغرض مجموعة من أكثر من 600 تونسي مدوّنين ومبحرين على الانترنت اجتمعوا حول شعار "إلغاء الرقابة الالكترونية التي لم يعد لها أيّ معنى".
وبعث الشورابي عبر "فايس بوك" بمراسلات يحث فيها المتصفحين على دخول مواقع غفل الرقيب عن حجبها ذات يوم قائلا "سارعوا إلى دخول هذه المواقع قبل وصول عمّار إلى مكتبه"، وبعد ساعات أعلن "ها قد فعلها عمّار".
واختار أحد المدوّنين الذين يستخدمون اسما مستعارا أن يسخر من الرقيب في رسوم كاريكاتورية تظهره وهو يحمل وسام المقص الذهبي من يد رئيس الدولة وشخصا شاذا يتصفّح المواقع الإباحية المحرمة على عموم المتصفحين في مكتبه.

2 commentaires:

ولد بيرسا a dit…

http://weldbyrsa.blogspot.com/2008/11/blog-post_05.html

Zied El-Heni a dit…

..شكرا