vendredi 3 octobre 2008

تحيّـة إلى القاضية وسيلة الكعبي في رباط العزّ


هذا العيد تذكّرتها.. ففرحت لها وأنا مستشعر فرحتها..
هي لا تعرفني شخصيا ولا أنا، لكن تبلغني أخبارها ..
لذلك أعرف حجم معاناتها، وأدرك رحمة العيد بها وهي تعود من رباط عزّها بمدينة قابس، لتحضن طفليها الصغيرين الذين تكابد في فراقهما وهما المحتاجان أشد الحاجة إليها.. وزوجها الذي تمنعه ظروف تدريسه بالعاصمة من الانتقال إلى حيث هي..

فرحت لها لأنها ستوقد موقد مطبخها وتطبخ لأسرتها الصغيرة بيديها، وهي التي تأبى أن تشعل موقدا في غير بيت أسرتها..
أحدثكم عن امرأة لم تساوم على شرف موقفها..
أحدثكم عن سيدة فضلت مواجهة "النفي" في بلدها على أن تبدّل قناعتها، وتتخلى عن تمسكها بالدفاع عن استقلاليـة مهنتها التي لا يمكنها إلاّ أن تكون مستقلـة..
أحدثكم عن سيّـــدة الرجال..
أحدثكم عن ماجدة من بلدي تختزن قيم الرجولة..
الرجولة ليست قضيبا تذبله صولة الأيام، أو سطوة كرسي نفوذ زائـل لا محالة..
الرجولة وقفة عـزّ وكبرياء..

وهي تقف شامخة بكل كبرياء..
وكيف لها أن لا تكون كذلك، وهي تنتخي للدفاع عن شرف واستقلاليّـة أقدس وأنبـل مهنة: القضاء..

أحدثكم عن القاضية الفاضلة السيدة وسيلة الكعبي عضو المكتب التنفيذي الشرعي للجمعية التونسية للقضاة..
شرف وواجب علىكل واحد منّا أن يعمل في أيّ موقع من مواقع الكدّ في هذا الوطن المتعدد التضاريس..
لكن عندما تُـنتزع أمّ من طفليها، وتُـفرّق عن زوجها..
عندما تُـنقل قاضية بغير رضاها ودون مراعاة لظروفها..
وعندما تلحقُ نقلتها تنقيحات على القانون الأساسي للجمعية التونسية للقضاة التي أبعدت عنها قيادتها بشكل انقلابي، لمنع القضاة العاملين خارج العاصمة من الترشح لعضوية هيئتها المديرة.. فالتفسير واحد لا غير..
نحن أمام عمليّـة نفي متعمّـد وقسري لكسر إرادة التّـوق لإقـرار العـدل والاستقلالية..

لكن القاضية السيدة وسيلة الكعبي ثبتت وصمدت..
وكذلك فعلت القاضية السيدة كلثوم كنّـو، والقاضي الرئيس أحمد الرحموني وبقيّـة زملائهم..

من حق السيد بشير التكاري وزير العدل أن يفخر "بإنجازاته العبقرية" في ملف جمعية القضاة..
من حقه أن يطرب لسطوة مركزه وبهرجه الخدّاع ومنافعه..
لكن رُويــدك، لا يخدعنك الربيع!؟

هؤلاء القضاة ليسوا بالزعماء الساعين لإلهام الجماهير وقيادتها.. ولا هم بالطامحين للعب دور بطولة ..
من خلال معاناتهم ومكابدتهم وصبرهم وتحدّيهم في صمت يُــرهب خصومهم، هاهم يصنعون واقعا جديدا..
واقع لا زيف فيه ولا شعارات.. الجمهوريّــة..

لكلّ هؤلاء السادة القضاة الأفاضل أقول..
عيدكم سعيد وكلّ عام وأنتم وأُسـركم بألف خير..

صحيح أنّـي لا أعرفكم.. لكن ثقوا أنى وكثيرين مثلي نحبّـكم ونقدّركم ونوقّـركم..
دمتم لنا..
دمتـم لبلدكم تاجا على رأسه، وغُـرّة في جبينـه، ووقفة عـزّ أمام التاريخ نفاخـر بها الأجيـال

8 commentaires:

lina ben Mhenni a dit…

tous mes respects pour Mme Wassila Ka3bi et toute autre personne sur terre qui refuse de s incliner et de faire des choses contre leurs convictins et principes

Anonyme a dit…

أحسنت يا زياد
زهير الشرفي

Jamaislassé a dit…

Merci de publier ce texte si touchant, si solennel, si juste. Je m’associe à tout ce que tu as dit à propos de ces chevalier de la justice, ces faiseurs de l’histoire qui, par leur action et leur pugnacité, marquent l’histoire des institutions en Tunisie en lettres de gloire.
Lassaad Jamoussi

chanfara a dit…

أهدي أنبل التحيات لهذه المرأة المناضلة و أتمنى لها عيدا سعيدا لها و لأطفالها و لكل رفاقها الشرفاء

مقال رائع يا سيد زياد و موقف متميز

تحياتي

Anonyme a dit…

Assez de Koffa. Tu écrit ça pour essayer de gagner l'affaire contre l'agence nationale de l'internet et avoir 30 millions comme dommages et intérêt !

kastalli a dit…

J’exprime mon soutien et mon hommage à la magistrate Wassila El Kaabi pour sa position honorable de défense de sa profession.


http://kastallicherif.blogspot.com

Anonyme a dit…

Mon "ami" l'anonyme, c'st l'Agence Tunisienne de l'Internet et non Nationale. 2: Ici on parle de quelques magistrats, peite minorite et je ne vois pas comment cette article est de la 9offa quand le reste du corop magistral en Tunisie EST corrompu, Zl'auteur ne peu entrer en competition avec un gouvernement corrompu avec des mots, ces gens la mon "ami" veulent du ble et eviter de perdre leur gagne pain les beau mots ils et elles s'en fouttent pas mal.

Fi9 ya hafi9!

أبو آلاء a dit…

تحية للقاضية ولمن تذكرها بهذه المقالة الرائعة
تحية لكل من جهر بكلمة حق من أجل هذا البلد
تحية لكل من صمد على مبادئه
تحية لكل من وقف في وجه الظلم
تحية لكل من كان الحق ديدنه