في إطلالته على شاشة الفضائية اللبنانية (آى آن بي)، أطنب السيد عبد الجليل بوقرّه مدير رئيس تحرير جريدة الصحافة في الدفاع عن الانجازات الوطنية والتنديد بالمشككين المتآمرين على نجاحات الوطن ممن يشوهون صورته الخارجية ويسيئون إلى اقتصاده من خلال التشكيك في قيمة منتجاته وكفاءة منتجيه
السيد بوقرّه من جهته حمّـل الصحفيين التونسيين وحدهم مسؤولية تردى وضع الإعلام في بلادهم واعتبرهم عقدتـه (الضمير يعود على الإعلام وليس على السيد بوقرّه). كما نسف قيمة معهد الصحافة وعلوم الإخبار مشككـا في كفاءة أساتذته.فهل بمثل هذا التجنّـي والعدميّـة يخدم السيد بوقرّه صورة البلاد ومصالحها؟!
أيّة رسالة أمل وجّهها السيد مدير جريدة الصحافة لمئات طلبة معهد الصحافة، من تخرّج منهم ومن في طريقه إلى ذلك؟
إلى أيّ حضن يريد أن يلقي بهم عندما يقول لهم بكل بساطة وتجرّد، وهم في غمرة حيرتهم حول مستقبلهم وهو المدير المسؤول: أنتم لا تساوون شيئا؟!
أيّة صورة رسمها السيد بوقرّه للمستثمرين العرب والأجانب حول مستوى خريجي مؤسساتنا الجامعية، ومستوى أساتذتها؟!
أيّ تقارير سترفعها السفارات الأجنبية المعتمدة في بلادنا إلى حكوماتها عن مستوى التعليم عندنا خاصة في معهد الصحافة وعلوم الإخبار؟!
وكيف سيكون رأي الدول التي توفد بعثاتها الطلابية إلى بلادنا وهي تقف على مثل هذه الشهادة من شاهد من أهلها (الضمير يعود على بلادنا ومسؤوليها الغرّ الميامين)؟!
ماذا عن أفواج الخريجين العرب والأفارقة والأجانب الذين يفاخرون في بلدانهم بتخرجهم من معهد الصحافة وعلوم الإخبار؟! هل زوّدناهم سرابــا؟!!
أنا لا ألوم السيد بوقرّه على تصريحاته فالرجل دخيل على قطاع الإعلام ومفروض على مؤسساته فرضا. ولكني أتوجه بتساؤلاتي لمن أتوا به من إدارة معهد المعلمين بسبيطلة لينصّبوه بما لهم من سلطة القرار مديرا على جريدة الدولة.. تنصيب من لا يملك لمن لا يستحقّ..لم تهزل، بل هزلوا فساموها لكلّ مفلس؟!!
بعض المصادر ترى في هذا التمشي دليلا على إفلاس أصحابه وقرب أفولهم..
كلمة أخيرة: أنا أحتقر كلّ المتباكين بعجزهم على أعتاب الأجانب، والمتمعشين من تطلّعات أوطانهم.. تماما كاحتقاري لمنتفخي الأوداج من المتشدقين بالدفاع عن المصالح العليا للوطن. وهي في حقيقة الأمر مصالحهم وامتيازاهم الشخصية..
هؤلاء وإن تضادت مواقعهم، فجميعهم مرتزقة يتقاطعون عند بؤرة الذات/الوطن.. حاديهم مصالحهم، ووليّهم الظلّ العالي..
آه يا هذا الوطن.. آه من كلّ هذا الذباب المصّـاص الملتصق بأهدابــــك
2 commentaires:
تبّعت...تبّعت حتى لين وصلت الى
"المتاباكين على اعتاب الأجانب" توه هذا كلام
بوقرّه شلاكة تفاهمنا
هاو انت كنت عند الأمريكان في كازا
نعم، كنت في الدار البيضاء أين حضرت ورشة العمل حول صحافة المواطنة. وأنا سعيد بما تعلمته هناك وما حصل عندي من إضافة معرفية. وهذه مناسبة لأتوجه بجزيل الشكر لكل من ساهم في إعداد هذه الورشة التي ضمت نخبة من خيرة صحفيي ومدوّني المغرب العربي، فضلا عن عدد من الأساتذة الجامعيين الأجلاء في الصحافة سواء من المغرب أو الجزائر أو فرنسا. وأملي كبير في أن تتاح لزملائي الصحفيين في تونس فرصة تعلّم ما تعلّمته
Enregistrer un commentaire